الفيدرالي الأمريكي يرفع معدل الفائدة مجددا
إقتصاد

الفيدرالي الأمريكي يرفع معدل الفائدة مجددا

منذ يومين قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ” البنك المركزي ” برفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار خمسين نقطة أو 0.5% في أكبر زيادة خلال 22 عاما. وكان في آخر اجتماع له قد رفع الفائدة بنسبة 0.25% منذ فترة. ألم تتساءل يوما ما لماذا يقوم البنك المركزي الأمريكي برفع الفائدة لمرتين متتاليتين وفي آخر مرة بنسبة لم تحدث منذ عام 2000؟

أولاً ما هي الفائدة؟

يمكن تعريف “الفائدة” بانها التكلفة التي سيدفها المقترض مقابل استخدام أموال طرف آخر. ويستخدم البنك المركزي “معدل الفائدة” في التحكم بمعدل التضخم، حيث إن رفع سعر الفائدة يجعل من الحصول على النقد أكثر تكلفة مما يخفض المعروض النقدي في النظام الاقتصادي، ما يؤدي الى خفض معدل التضخم.

متى يقوم البنك المركزي برفع الفائدة للدولار؟

يعتبر رفع سعر الفائدة أحد أساليب محاربة التضخم الحالي ورفع أسعار الفائدة، هو معيار يحدد أسعار الفائدة على القروض التي تحصل عليها البنوك من البنك المركزي، وبناء عليها تضع البنوك خططها في آلية احتساب جديدة لأسعار الفائدة على القروض التي تقدمها للعملاء.

وكلما ارتفع سعر الفائدة الذي يضعه البنك المركزي، تزيد نسبة الفائدة بشكل تلقائي على القروض القائمة والجديدة، بالعملات المقومة بعملة المركزي أو المرتبطة بها.

مادة إعلانية

ومع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا، تعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغط غير عادي للعمل بقوة لإبطاء الإنفاق، والحد من ارتفاع الأسعار الذي يتم تشبيهه بأنه يوشك أن يصبح التضخم الحالي ركودي . من المرجح أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة نصف نقطة أخرى في اجتماعه المقبل في يونيو، وربما يتكرر ذلك في الاجتماع الذي يليه في يوليو، حيث يتوقع الاقتصاديون استمرار ارتفاع أسعار الفائدة خلال الأشهر التالية.

تابع سعر الدولار في سورية من هنا

معدل التضخم بلغ مستويات قياسية

و بلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة 8.5 بالمئة في مارس/آذار الماضي، وهو أعلى معدل سنوي منذ عام 1981، وتفاقم الوضع بسبب التسارع في ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة.

و يفوق هذا بكثير هدف البنك المركزي الأمريكي الذي كان عند حدود 2 بالمئة، و أصبح هذا الارتفاع يمثل قضية سياسية متفاقمة لرئيس الولايات المتحدة جو بايدن.

و يرى العديد من الاقتصاديين أن الاحتياطي الفيدرالي كان بطيئا في الاستجابة لهذه المشكلة، و التي تتأثر بعدة عوامل منها نقص الإمدادات المرتبط بتفشي فيروس كوفيد 19، و صدمة أسواق الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى الإنفاق الحكومي الهائل في الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد بعد انتشار الوباء، و إجراء فحوصات طبية مباشرة للأسر.

و قال توماس هونيغ، زميل مركز ميركاتوس التابع لجامعة جورج ميسون، و الذي قضى قرابة 40 عاما في الاحتياطي الفيدرالي ، “إنهم متأخرون كثيرا عن المنحنى. أعتقد أن معظم البنوك المركزية متأخرة”.

لماذا يتأثر بقية العالم بقرار رفع سعر الفائدة على الدولار الأمريكي؟

و أدت سنوات طويلة من خفض سعر الفائدة على الدولار الأمريكي إلى إتاحة الفرصة لخفض فائدة ودائع العملات الأخرى على مستوى العالم، و سمحت بتوسع هائل للإقراض بلغ ذروته أثناء جائحة كورونا.

مادة إعلانية

و قالت أليسيا غارسيا هيريرو، كبيرة خبراء الاقتصاد لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة “ناتيكسيس” (Natixis SA)، التي عملت في السابق لدى البنك المركزي الأوروبي و صندوق النقد الدولي: “هذه صدمة مالية هائلة بالنسبة للعالم”.

و من المتوقع أن يرفع الاحتياطي الأمريكي الفائدة مرة أخرى في قرارات قادمة، خلال عامي 2022 و 2023 لتصل الفائدة إلى ما يقترب من 3.50% حتى 2023، لمواجهة ارتفاع معدلات التضخم التي ما زالت تتسارع

كيف سترد دول العالم على قرار الاحتياطي الأمريكي؟

لضمان عدم حدوث عمليات بيع واسعة لعملاتها واستمرار جاذبية أوراقها المالية، قد تضطر هذه الدول إلى رفع الفائدة على عملاتها بنسبة مقاربة لما سيحدث للدولار.

و لكن هذا الخيار له مخاطره، لأنه سيعني زيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستثمرين و المشترين، ما يقلل رغبتهم في الاستثمار و الشراء، و يقلل النشاط الاقتصادي، كما أنه سيشجع المزيد من الناس على إيداع أموالهم في المصارف التي ستواجه مشكلة في استثمارها و تقديمها للمقرضين في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، كما أن تراجع الاستثمار و الاستهلاك يؤدي إلى تفاقم البطالة.

زر الذهاب إلى الأعلى